poslat odkaz na aplikaci

شيخ الخطباء


4.2 ( 6352 ratings )
Knihy
Vývojář: ali alsaedi
Zdarma

عرفت مدينة النجف الاشرف منذ عدة قرون بأن لها طابعاً خاصاً يميزها عن غيرها من المدن بعدة أمـــور، وهي بذلك تختلف عنها فـــي أهميتهـا وتنوع أشكالها، منها - مثلاً - كون النجف الأشرف أهم العتبات المقدسة في العراق . وأكثرها قصداً لزيارة مرقد بطل الإسلام الامام علي (عليه السلام) والتبرك بجواره.
ومنها: وجود الحوزة العلمية الدينية التي تنفرد بطابع خاص يختلف عن طابع أخوات لها في الأزهر والقيروان، وقم ومنها: أيضاً هذا المناخ القاسي حراً وبرداً وتلك الصحراء القاحلة التي لا نبت فيها ولا ماء.
ظهرت شخصيات تراها دوما وفي كل عصر من عصور النجف الاشرف لها من المميزات والمؤهلات ما يجعلك تشعر بأنها جزء متمم لا يتجزأ من هذا البلد الأمين، جزء قد يشعرك فقدانه بتغير أو نقص بالشكل أو الطابع الذي تكون في فكرك عن النجف الاشرف ، شخصيات كهذه تظهر دوماً في محيط النجف الاشرف كل منها يأخذ شكلاً خاصاً ويعطي عن نفسه انطباعاً مميّزاًً، ولكنه دائماً شكل وانطباع نجفي أو أنه يوحي إليك بما تعرفه عن النجف الاشرف ويعطيك الصورة التي تحملها عنه ، بعض هذه الشخصيات تمضي فيأتي من يحل محلها وبعضها يمضي فيترك فراغاً لا يملأ، ومن تلك الشخصيات المميزة لطابع النجف الاشرف التي تركت فراغاً علمياً وفكرياً في المجتمع النجفي والتي إن مضت لا يسد فراغها هوالفقيد الغالي الشيخ محمد علي اليعقوبي.
لقد أوغل الشيخ اليعقوبي في الصعود متألقاً يشد إليه الأنظار المتطلعة المبهورة نحو رواد النهضة الأدبية في العراق منذ نعومة أظفاره وحتى وفاته لدوره في حركة الشعر الحديث في معانيه ومبانيه واغراضه بين أقرانه في النجف الأشرف تلك البيئة العلمية والأدبية المشهورة .
ولقد نظم في مختلف الموضوعات السياسية والاجتماعية وغيرها وعالج بما كتب ونظم كثيراً من القضايا التي تطلبت منه المعالجة أيام الصراع الدائر بين قوى الاحتلال البريطاني للعراق وبين تصاعد المد الثوري للشعب العراقي عامة وصولاً إلى التحرير والاستقلال.
لقد ولد الشيخ اليعقوبي في النجف الأشرف ونشأ في الحلة الفيحاء التي نهل من علومها وأدبها وتربى على يد كبار الأدباء والعلماء فيها من أمثال السيد محمد القزويني. وكانت النجف الاشرف هي بيئته الأولى التي ولد وترعرع فيها وهي من المدن الشهيرة بتراثها في العالم العربي والإسلامي وكذلك نشأته في الحلة الفيحاء التي لها تأثيرها الفعال على نمو قابلياته الخطابية ومكانته الأدبية والشعرية معاً.
تناول الشيخ ( ره ) نظم الشعر في شتى الاغراض منذ صباه وحتى عام وفاته حيث كان يهتم بنظم الشعر لمعالجة ما يهم العراق خاصة من محن وكوارث سياسية واجتماعية وما يجري على الساحتين العربية والإسلامية من أحداث ومآسٍ جلبها استعمار المستعمرين الغربيين...
ولقد كان له باع طويل واحاطة كبيرة بالتراث القديم وأخبار الأولين وله اطلاع واسع على التيارات الأدبية التي كانت تطل على العراق في أيامه من خلال ما تنشره الصحافة.